● "ما نراه هو سخونة شاملة، في كل مكان على الأغلب، ودرجات حرارة لسطح البحر حطمت الأرقام القياسية، حتى خارج المناطق الاستوائية" ● يتوقع ان يكون عام 2024 أكثر سخونة، والسبب: "أننا نواصل ضخ انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي"

توقع كبير علماء المناخ في وكالة ناسا الأميركية ان يكون شهر تموز الجاري الأكثر سخونة في العالم منذ "مئات إن لم يكن آلاف السنين".

وقال العالم غافين شميدت، في لقاء نظّمته وكالة ناسا مع الصحفيين، ان العام الجاري هو الأكثر سخونة. وتوقع أن يفوقه العام المقبل ارتفاعا في درجة الحرارة. وأضاف إنه على الرغم من اختلاف نتائج هذه المراصد قليلا عن بعضها، فإن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة واضح بشكل جلي، وسينعكس على الأرجح في التقارير الشهرية الأكثر دقة التي تصدر عن الوكالات الأميركية في وقت لاحق.

وشهد هذا الشهر أرقامًا قياسية غير مسبوقة في درجات الحرارة اليومية في العالم، وفق مراصد يديرها الاتحاد الأوروبي وجامعة ماين، وتعتمد على توليد تقديرات أولية بالاستناد إلى نماذج تجمع بين بيانات أرضية وأخرى عبر الأقمار الصناعية.

وقال شميدت: "نحن نشهد تغييرات غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم، وموجات الحر في الولايات المتحدة وفي أوروبا والصين تحطم الأرقام القياسية، يسارا ويمينا ووسطا". مشيرًا إلى أن هذه التأثيرات لا يمكن أن تُعزى فقط إلى "ظاهرة النينو": "فعلى الرغم من الدور الصغير الذي تلعبه ظاهرة النينو، فإن ما نراه هو سخونة شاملة، في كل مكان على الأغلب، ولا سيما في المحيطات. ومنذ عدة أشهر شهدنا درجات حرارة لسطح البحر حطمت الأرقام القياسية، حتى خارج المناطق الاستوائية". وتوقع أن يستمر ذلك، موضحًا ان السبب "الذي يجعلنا نعتقد أن هذا سيستمر هو أننا نواصل ضخ انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي".

ووفقا لحسابات شميدت، فإن هناك احتمالا بنسبة 50% أن يكون عام 2023 هو الأكثر سخونة على الإطلاق. ورغم ذلك أشار إلى أن علماء آخرين يعطون ذلك نسبة 80%. وأضاف: "لكننا نتوقع أن يكون عام 2024 أكثر سخونة، لأننا سنبدأ مع ظاهرة النينو التي تتنامى الآن، وستبلغ ذروتها في نهاية هذا العام".

ويشار إلى أن ظاهرة النينو تحدث عندما ترتفع درجات حرارة سطح البحر في المنطقة الاستوائية الشرقية من المحيط الهادي بما لا يقل عن 0.5 درجة مئوية فوق المتوسط الطويل الأجل، وهي حالة تؤدي إلى تحولات في أنماط الطقس حول العالم.