ردا على تصريحات وزير "الأمن" افيغدور ليبرمان وعزمه على تنفيذ خطة أطلق عليها "العصا والجزرة" ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها الحكومة بحق الفلسطينيين، قال النائب د. عبد الله ابو معروف (الجبهة – القائمة المشتركة)، سياسة الترهيب والترغيب التي تتبعها حكومات اسرائيل المتعاقبة، وصلت ذروتها في عهد حكومة نتنياهو ليبرمان بفرض الحصار الاقتصادي والعسكري على الفلسطينيين.
في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مكتبه يصنف ليبرمان البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية لنوعين، "البلدات الخضراء" التي لم ينفِّذ مواطنوها عمليات "إرهابية" ضد الجيش والمستوطنين، و"البلدات الحمراء" التي ارتكب مواطنوها "الإرهاب" ضد الجيش والمستوطنين بحسب تعبيره. ويضيف ليبرمان، إن البلدات الخضراء وعددها 15 قرية فلسطينية في منطقة (C) ستحظى بامتيازات خاصة وتسهيلات اقتصادية وفرص عمل، ففي مدينة قلقيلية مثلا يعد لبناء ممر اقتصادي يربط أريحا والأردن، وبناء منطقة صناعية غرب نابلس، ومستشفى في بيت ساحور، وروضات أطفال وملاعب كرة قدم في قرى الضفة الغربية، وتعهد ليبرمان بتحسين البنية التحتية للحواجز العسكرية الكبرى (قلنديا) و (حزمة) لتسهيل عملية التنقل للفلسطينيين واليهود. أما بالنسبة لـ(البلدات الفلسطينية الحمراء) فقد هدد ليبرمان بتشديد الطوق "الأمني" والاقتصادي عليها وفرض عقوبات عسكرية احتلالية، بهدف تغيير الواقع السياسي و"الأمني" على حد تعبيره.
وقال النائب ابو معروف، إن حكومة اليمين المتطرف الاسرائيلية تستخدم سياسة تضييق الخناق بهدف تركيع الشعب الفلسطيني الذي يعاني الأمرين من الاحتلال، وتستخدم سياسة العصا والجزرة بامتياز، من خلال اللجوء لقوانين شريعة الغاب العنصرية من أجل تمرير مخططاتها الجهنمية ضد الفلسطينيين وضد الأقلية العربية الفلسطينية في البلاد، فإن خطة ليبرمان تعبِّر عن مدى استفحال المدّ العنصري الذي يستشري في المجتمع الاسرائيلي ويقوّي زعانف الفاشية المتنامية في سدّة الحكم، فقد تمادى ليبرمان ووصل إلى أسفل الدرك عندما أعلن بأنه سيستصدر قرارا من محكمة العدل العليا، يتيح منع إعادة جثامين الشهداء الفلسطينيين الذين ينفِّذون عمليات ضد الجيش والمستوطنين إلى ذويهم "لأسباب أمنية"، وأنه سيتوجّه بنفسه للمحكمة في حال لم يسانده المستشار القضائي للحكومة في موقفه بهذا الشأن.
وأضاف ابو معروف، لم يتردّد ليبرمان في بيانه للإعلام عن مهاجمة السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، عندما أوضح بأنه سيجري اتصالات بشخصيات أكاديمية ورجال أعمال بشكل مباشر بهدف تجاوز السلطة الفلسطينية ورئيسها. فكما يبدو أن حكومة نتنياهو ليبرمان لم تتعلّم الدروس من الصمود الفلسطيني المقاوم للاحتلال على مدار سبعة عقود، وسيُفشِل هذا الشعب سياسة التدجين الاسرائيلية، تماما كما أفشَلَ مشروع "روابط القرى" في السبعينيات من القرن الماضي.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48