هل سينجح نتنياهو بإقامة حكومة؟ كل شيء وارد بالسياسة الإسرائيلية.ويبدو ان مظاهرة اليمين في القدس، مساء اليوم (الأربعاء)، هي إشارة إضافية الى نهاية حكومة بينيت – لبيد، على خلفية التطورات الأخيرة وانسحاب رئيسة الائتلاف، عضو الكنيست عيديت سيلمان (حزب "يمينا")، من الائتلاف الحكومي، وفقدان الأغلبية البرلمانية في الكنيست.

وواضح ان المظاهرة جاءت استكمالا لهذه الاستقالة، وقد تم التحضير لها مسبقًا، ومنذ أيام سبقت الإعلان الرسمي لإستقالة النائبة عيديت سيلمان، وهذا ما يستدل من الرسائل الموجهة والشعارات والملصقات المرفوعة، وهي نتاج تحضير سابق وليس في يوم واحد.

وجرى التركيز في المظاهرة على شعار "دولة يهودية": "الشعب يريد دولة يهودية"، مما يشير الى قرار اتخذه الليكود ونتنياهو بـ "إحراج" أحزاب يمينية (او أفراد) داخل الائتلاف الحكومي لدفعها نحو التفكير بالانسحاب من الائتلاف والانضمام الى حكومة برئاسة نتنياهو.

 ويعمل الليكود على تجنّب الذهاب الى انتخابات، أو إبقاء الحكومة بأصوات المشتركة، ولو لفترة زمنية محدودة، وبالتالي ضمان 61 صوتًا الى جانب حكومة برئاسة نتنياهو يجري التصويت عليها في الكنيست. لذلك وجه نتنياهو رسائل مختلفة في المظاهرة، في كلمته، حيث شدد على ان "أبوابنا مفتوحة للجميع"، ولم يدخل في أي نقاش أو هجوم شخصي مع غدعون ساعر أو بيني غانتس أو أفيغدور ليبرمان و... حتى بينيت!

ويعوّل الليكود ونتنياهو على أحزاب يمينية او أفراد مشاركة في الائتلاف للانسحاب والانضمام الى حكومة برئاسته. ويجري الضغط بالأساس على أحزاب غير معنية بالذهاب الى انتخابات في هذه المرحلة على خلفية استطلاعات الرأي التي لا تتوقع لها المقاعد المطلوبة، وكذلك على أحزاب او أفراد يرفضون فكرة بقاء الحكومة تحت "قبضة" المشتركة.

ويدمج الليكود في حملته الإعلامية، التي يمكن تسميتها بـ "كامبين الضغط"، كما بدا اليوم في المظاهرة، بين أمرين: سحب الشرعية عن العرب وشيطنتهم من جديد من خلال شعار "دولة يهودية" (لإحراج أحزاب الإئتلاف)، وبالمقابل الضغط على أحزاب يمينية مشاركة في الائتلاف للإنسحاب ومنع أي احتمال للإلتجاء الى "القائمة المشتركة" بطلب "شبكة أمان". لذلك جرى أيضًا رفع ملصق في المظاهرة، كان معدًا مسبقًا، حمل صورة النائب منصور عباس ورئيس حركة حماس، يحيى السنوار، جرى كتابة الشعار التالي عليه: "عباس يعني حماس"! وهو شعار موجه بالأساس الى أحزاب اليمين في الائتلاف لقطع أي طريق عن بقاء الحكومة بأصوات الموحدة والمشتركة معًا. فالدولة، كما جاء في المظاهرة والكلمات، "دولة يهودية"!!

تصوير: أوليفييه فيتوسي/ Flash90