عاد برنامج التجسس "بغاسوس"، التابع لشركة (NSO)، ليتصدر اهتمام الرأي العام بعد ان أعلن وزير الأمن الداخلي، عومير بارليف، نيته تشكيل لجنة تحقيق في موضوع تجسس الشرطة على مواطنين ومسؤولين في إسرائيل.
ودار نقاش بين الوزير بارليف وبين المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، بعد ان بادر الأخير الى اصدار بيان لوسائل الاعلام قال فيه انه "بادر" الى إقامة لجنة تحقيق في الموضوع، فيما أراد عمليًا استباق اعلان وزير الشرطة بهذا الخصوص. وقال مصدر مسؤول في وزارة الأمن الداخلي ان "المفتش العام حاول خداع الوزير، وهو لم يرغب بلجنة، لكن عندما أدرك أنها ستشكل، أصدر بيانا للصحافة كأنه هو الذي طلب تشكيلها".
ويأتي هذا النقاش على خلفية احتدام الصراع بين المؤسسات ذات الصلة في إسرائيل بشأن ضرورة التحقيق في موضوع اعتبرته وسائل الاعلام الإسرائيلية انه بمثابة "هزة أرضية" كشفت تعامل الشرطة في التجسس على المواطنين وعلى المسؤولين في البلاد.
وكانت صحيفة "كالكاليست" أول من نشرت قضية برنامج القرصنة الألكترونية "بغاسوس" والتجسس على مواطنين ومسؤولين، إلا ان الشرطة حاولت طوال الوقت نفي الموضوع. لكنها لم تستطع الوقوف أمام الضغط الحاصل، حيث تم الكشف عن معطيات جديدة، اليوم الإثنين، تدلل على قيام الشرطة (أو على الأقل بحسب ما نشرته الصحيفة) باستخدام برنامج التجسس بغاسوس بحق شخصيات سياسية ورؤساء بلديات وشخصيات ورجال أعمال ومدراء عامين سابقين لوزارات وصحفيين، وهو ما لم يبقِ أي مجال لـ "التهرّب" من اقامة لجنة تحقيق رسمية!
وتخشى مصادر في إسرائيل من فتح ملف برنامج التجسس "بغاسوس"، حيث كانت مصادر إعلامية قد كتبت قبل سنوات ان شركة (NSO) باعت هذا البرنامج للعديد من الجهات الخارجية، وانه قد تم استخدامها للتجسس على مسؤوليين وحكام في عدة دول أوروبية وغيرها، وكذلك على صحفيين.
والبرنامج يمكّن مستخدميه من اختراق أجهزة الهواتف الخلوية وأخذ الرسائل الألكترونية ومراقبة المكالمات الصوتية والرسائل البريدية ومكالمات الفيديو.
وبحسب مصادر إعلامية عالمية فان شركة NSO تأسست عام 2009 وهي إحدى الشركات السرية في اسرائيل، وقيمتها تتخطى المليار دولار، وعدد موظفيها بلغ 600 عامل، وفي المعتاد تكون الشركات الضخمة مكشوفة لوسائل الإعلام، كما تفاصيل القائمين عليها تكون واضحة، إلا أن المعلومات التي تخص هذه الشركة قليلة جدًا، وأنشطتها غامضة، وسط رفض مؤسسوها إجراء المقابلات والامتناع عن كشف الهوية السرية للزبائن.
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48