رحمك الله أبو العبد
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين
يقول تعالى في محكم آياته " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
وإنْ كان لنا عزاء في الموت، فهو في وعد الله أن يوفّى الواحد منّا جزاءه يوم القيامة، لا سيّما حين يكون الفقيد من أمثال الحاج أبو العبد، رئيس بلديّة الطيبة الأسبق، نسيبنا والد زوجة أخي رحمه الله، الدكتورة مرام.
ووفاءً منّي إليه لا بدّ وأن أنصفه بعضًا من تاريخه المشرّف، ما عرفنا عنه إلّا الخير كلّه، سُمعته وَصيته الطيب كان يسبق اسمه دائمًا، ثمّ خالطناه وخبرنا ولا نشهد إلّا باستقامته ودماثة أخلاقه ومهنيّته العالية.
وهذه هي شهادة أهل الطيبة، حين وضعوا ثقتهم به فانتخبوه رئيسًا للبلديّة، إيمانًا منهم بأنّه للأمانة أهل وللمسؤوليّة صاحبُ
رحمك الله يا أبا العبد، فقد سطّرت تاريخًا سيبقى موقفًا خالدًا محفورًا بتاريخ الطيبة، فكم هي الرجال الّتي تقلّدت المناصب لتخدم أهلها، وحين شعرت بأنّ الحال لا يسير مع مبادئك التي رسخت في وجدانك قدّمت استقالتك عن طيب خاطر وكنت الأسبق في ذلك، كما كنت الأسبق في كل مجال خضته وسرت فيه.
نحبك يا أبا العبد، ومثلك جدير بأن يُحبّ. كنّا نسعد بلقياك، يا طيّب المعشر وليّن الجانب.
كنت صاحب موقف وكلمة حقّ، تصدح بها دون أن تحرج صغيرًا أو كبيرًا.
استمعنا إليك وإلى نصائحك الّتي استخلصتها من تجاربك الغنيّة، فحلّلت المشهد بشجاعة وعمق، كما يليق بحرّ كريم مثلك، وكما يليق بهيبتك ووقارك وجِدّك وحبّك لأهل بلدك ومجتمعك.
أذكر جيّدًا حين حلّت علينا مصيبة وفاة نسيبك أخي أحمد وحفيدك آدم رحمهما الله، كنت أنت السند الّذي اتكأنا عليه ليواسينا ويهدّئ من روعنا.
نعم الرجل أنت يا أبا العبد، رجل المواقف الصعبة، فحينما تُذكر الرجال تكون أوّلهم، وليس عبثًا أن كسبت ودّ أخي فاعتبرك مثلًا يقتدي بمبادئه، وسمّى بكره "عصام" تيمّنًا باسمك.
تغيب عنّا ويبقى شذى خُلقك فوّاحًا، وعظيم علمك وعطائك وضّاحًا، في المجال الزراعي والحكم المحلي والعمل المجتمعي والإصلاح بين الناس، فنسأل الله أن يكون علمك الغزير الذي تركت هو علم ينفعك الآن وأنت تُسأل.
عزاؤنا للحاجة المحتسبة الوقورة المربية الفاضلة أم العبد وأرملة أخي رحمه الله أم عصام ولكافة أبنائك وبناتك وأحفادك ولأنسبائك ولرئيس بلدية الطيبة أخي أبو محمد شعاع منصور ولعموم ال مصاروة في الطيبة والداخل وعموم أبناء وبنات مجتمعنا وشعبنا.
نسأل الله تعالى أن يكون عملك شفيعًا لك يوم لا ظلّ إلّا ظلّه، وأن تكون ممّن انقطع عن الحياة وما انقطع ميزان عمله الصالح لتكون كافة أعمالك وإنتاجك العلمي صدقة جارية بإذن الله.
ولروحه ثواب سورة الفاتحة
(كلمتي على ضريح نسيبنا المغفور له الحاج عصام مصاروة أبو العبد رئيس بلديّة الطيبة الأسبق)
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48