بداية، انا أعرف علي مواسي شخصياً، وهو من أكثر الناس وعياً ومعرفة وصدقاً واحتراماً ووطنية من بين الذين اعرفهم. بغض النظر عن رأي أي شخص في الفيلم، علينا دعم المربي علي ليكمل مسيرته في تربية أجيالنا القادمة، كلي ثقة به وبمهمته وبمسيرته، لذلك لن اتأخر لحظة عن دعمه في معركته.
ثانياً، قرأت بيان المجموعة الصادر في وسائل الإعلام، ومن الواضح لي ان تفسيرهم للفيلم خاطيء جداً. فهم يدعون بأن الفيلم يتخلل مشاهد غير اخلاقية وأنه ضد المقاومة. كمخرج وكاتب للفيلم ولمعرفتي الأكيدة بما أقصده في الفيلم، أؤكد ان هذه التحليلات خاطئة بتاتاً. ان كان هناك أمر واضح يريد ان يقصده الفيلم فهو نشر الوعي عن خدع المخابرات في محاولتها تدمير الصداقات، الحب، والأهم المجتمع. عندما تفرّق مجتمع يمكنك السيطرة عيه اسهل. والفيلم يريد ان يحذر، خاصة الجيل الجديد، من ان يصدق الشائعات التي يروج لها اشخاص لها دوافع مسيئة للمجتمع. والفيلم يوضح ان المخابرات تستعمل الحساسية الدينية والحساسية الوطنية كي ىتخلق حالة من البارانويا في المجتمع. هذه الرسالة كانت واضحة في الفيلم، وبالنسبة لي ليس هناك اي لبس في هذا.
على أية حال، ليس هناك أي خطأ في الاختلاف في التفكير والمواقف، وما من خطأ في كتابة أي رأي عن الفيلم. اذا كنت تفكر بشكل مغاير هذا حقك، ويمكنك ان تختلف مع الفيلم، لكن ان تمنع عرض الفيلم - أي فيلم أو عمل فني وثقافي –فهذا ليس من حقك بتاتاً. فلا أحد يملك وصاية على عقول الناس، فالناس ليسوا بأغبياء ويجب منحهم الحق في أن يروا ويقرروا عن انفسهم ما هو ملائم لهم وما هو مناقض لأفكارهم.
أسأل نفسي " من هو المستفيد الأكبر من منع الفيلم؟" في نظري الجواب واضح، المستفيد الأكبر هي المخابرات وأجهزة الدولة، لكهنم أذكياء كفاية كي لا يمنعوا الفيلم بأنفسهم، لأن هذا سيأتي بنتيجة عكسية على نواياهم، فهم يمكنهم ان يمنعوا عرض الفيلم في المدارس لكن هذا سيجعل الناس تريد ان تشاهد الفيلم أكثر وأكثر الفيلم المتوفر على يوتيوب للجميع ولا يمكن منع مشاهدته بتاتاً. لذا هم يستعملون آليات مخفية وأيدي تعمل في الخفاء وبغطاء الحساسية الدينية ليجنوا ثمار نزع مصداقية الفيلم بينما هم خارج الصورة ظاهرياً.
لا تساعدوا المخبارات دون قصد في نشر شائعات تلعب على الوتر الديني والوتر الوطني الحساسيين في مجتمعنا، لكن اذا قررتم ان تكونوا ضد الفيلم، فاعلموا ان محاولة منع عرضه سيعود للفيلم بالفائدة حيث ستخلق حربكم ضده وضد الأستاذ علي مواسي حالة من الاهتمام والتضامن حيث ان شعبنا في مجمله ليس غبياً ولا هو قطيع لأحد، وسيزداد عدد مشاهدي الفيلم ,انا واثق بأن الناس بالمجمل ستصلها رسالتي من الفيلم وليس الرسالة الخاطئة المضللة.
هاني أبو أسعد
2024/11/05 16:34
2024/10/27 21:33
2024/10/14 13:58
2024/10/11 10:05
2024/10/10 20:48