أخبارنا

لن تذهب بعيدًا..!

صحيح ان استقالة النائبة غيداء ريناوي زعبي قد فاجأت قادة الائتلاف الحكومي، وكذلك حزبها "ميرتس"، إلا انها لن تذهب بعيدًا بهذه الاستقالة الى حد حل الكنيست والذهاب الى انتخابات مبكرة. هذا تقديري على أية حال. فهي عضو كنيست جديد، وغير معنية، في هذه المرحلة، بالذهاب الى انتخابات وانهاء عضويتها في الكنيست.

مفاجأة قادة "ميرتس" من الاستقالة تشي بكل شيء. فالنائبة ريناوي زعبي كان ينتابها الشعور، كل الوقت، بأنها مهمشة، يجري تجاهلها داخل الائتلاف ولا يتم اشراكها في الاجتماعات الحكومية مع القائمة العربية الموحدة في قضايا تتعلق بالمجتمع العربي، وحتى لا يتم التشاور معها. وبالمقابل يُطلب منها المشاركة في التصويت الى جانب اقتراحات حكومية، حتى لو تعارضت مع مواقفها. بهذا المعنى شعرت بـ "الاستخفاف"، ولم تخفِ ذلك حتى في كتاب استقالتها.

السؤال، في هذه المرحلة، ليس الذهاب الى انتخابات، انما كيف سيتم إرضاء النائبة ريناوي زعبي، لضمان عودتها الى الائتلاف، أو على الأقل ضمان صوتها.

لقد نجحت غيداء ريناوي زعبي، بهذه الاستقالة، بتسليط الضوء على شخصها، وفرض التعامل معها، داخل الائتلاف الحكومي، كـ "لاعب مركزي"، وليس "لاعب احتياط" لغرض التصويت فقط. وهي، برأيي، تراهن على هذه الحالة. ففي كل تصويت قادم في الكنيست سيتوجه إليها الائتلاف، وهي بدورها ستضع مطالبها، وبالذات المتعلقة بالمجتمع العربي. وهذا ما تريده بالضبط: تسجيل "مكاسب"، على اسمها، كما تراها هي، وتجاوز حالة التهميش التي باتت تعتقد انها تلازمها.

النائبة غيداء ريناوي زعبي كانت تعرف، قبل الاستقالة، انها لن تكون في الكنيست القادمة، وانه من الصعب، اذا لم يكن من المستحيل، قبول "لجنة التعيينات الخاصة" تعيينها بمنصب القنصل العام في شنغهاي، بحسب توصية وزير الخارجية ورئيس الحكومة البديل، يائير لبيد، الذي عرض عليها هذا المنصب لـ "التخلّص" منها في الكنيست، بهدف ضمان "الاستقرار" داخل الائتلاف الحكومي، اثر عدم تصويتها أو تغيبها عن المشاركة في التصويت مع عدة اقتراحات جاء بها الائتلاف الحكومي الى الهيئة العامة.

بهذه الاستقالة أرادت القول بانها، من الآن فصاعدًا، ليست في جيب الائتلاف الحكومي. وانها الآن "الرقم الصعب"، وفي "مركز الاهتمام"، كما ارادت ان تكون كل الوقت، لكن لا حزبها ولا الائتلاف الحكومي، أعطوها هذا المجال ولا هذا الاهتمام. والسؤال الأهم، في هذه المرحلة، كيف ستتقبّل الأطراف اليمينة المتشددة داخل الائتلاف، هذه الوضعية الجديدة، وبالتالي "الحجيج" الى النائبة ريناوي زعبي في كل مرة يجري فيها التصويت بالكنيست، والى أي حد ممكن ان "يبعلَوا" مثل هذه الحالة، والتعاطي معها، قبل ان يقرروا، هم بانفسهم، وقف "اللعبة" واسقاط الحكومة؟

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

اسرائيل تخشى أمر الجنائية الدولية باعتقال...

2024/04/28 11:39

أمير مخول | الهجوم على المقر.. والدعوة إلى...

2024/04/27 18:34

إدارات الجامعات الأمريكية "مصدومة" من اتساع...

2024/04/27 16:38

تقرير: بايدن يدرس تقييد بيع الأسلحة...

2024/04/27 14:35

إصابة بن غفير بعدة كسور في الأضلاع في حادث...

2024/04/26 19:16