يعتبر إميل حبيبي من أبرز رواد الأدب الفلسطيني المعاصر، وكان إميل حبيبي أديبا وصحفيا وسياسيا لامعا، ولد إميل في حيفا عام 1921، وانتقل للعيش في الناصرة عام 1956، حيث مكث فيها حتى وفاته عام 1996، وكان قد ترك وصية قبل وفاته، طالبا فيها بأن يدفن في حيفا، وأن تكتب على قبره هذه الكلمات "باق في حيفا". انتسب إميل حبيبي الى الحزب الشيوعي الفلسطيني عام 1940، وكان احد مؤسسي "عصبة التحرر الوطني الفلسطيني" عام 1943، كما ترأس نادي الشعب للمثقفين السياسيين في حيفا، بعد قيام إسرائيل نشط في إعادة توحيد الشيوعيين في إطار الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وكان احد ممثليه في الكنيست، حيث مثل الحزب في الكنيست لمدة 19 عاما حتى عام 1972، ثم استقال وتفرغ للعمل الأدبي والصحفي. وفي هذا الفيديو يستحضر الشاعر محمود درويش اسم إميل حبيبي على الفور الأديب الأبرز من بين الآباء المؤسِّسين للرواية الفلسطينية المعاصرة، لا بمعنى الأسبقيّة الزمنيّة بل بالمعنى الأعمق للتأسيس، الذي يُحيل إلى فنِّية الرواية ذاتها، شكليًا وروحيًا. وذلك فضلاً عن كونه يمثّل تيارًا أساسيًا في الرواية العربية المعاصرة، لحمته وسُداه تطعيم الشّكل الروائي الحديث بعناصر سرديّة وغير سرديّة مجتلبة من التراث العربي والحكايات الشعبية وأشكال السّرد الشفوي.