أخبارنا

"مجتمع" يُرعبه مشهد تمثيليّ!

كاللصوص يتناقلون المقطع (المقطع إياه فقط، لا الفيلم كاملاً. فهم ليسوا في حاجة إليه!) خفيةً، يتعرّون من كل القيود، يتلصصون، يمتّعون أعينهم وغرائزهم، على مهلٍ على مهل، ثم يخرجون مُسرِعين إلى "المجتمع" شاهرين "أخلاقياتهم" سيوفاً ضد التعرّي!

ليس الأمر في حاجة إلى طويل شرح وتحليل. ذلك أن الأمر ليس فيلم "صالون هدى" (إخراج: هاني أبو أسعد) تحديداً ولا مشهد التعري الذي تمثله ميساء عبد الهادي فيه... فهو أمر يتكرر عند كل حجر تختبئ تحته أفعى ثقافة النفاق والرياء. وما أكثرها من أحجار في حياتنا.

مؤخراً فقط، في سياق الحديث عن فيلم "أصحاب ولا أعزّ" وفي سياقات سابقة عن مسرحيات وأفلام وفعاليات ثقافية مختلفة قبله، كتبنا عن فئة "الطليعة" التي تقودنا إلى الخراب والدمار، "طليعة" المُدّعين و/ أو المدسوسين الذين ينصّبون أنفسهم أوصياء على عقول الناس وأذواقهم، يبيحون لأنفسهم مشاهدة "الرذيلة" (والاستمتاع الخفيّ بها، على الأرجح!!) باعتبارهم الرقيب على ما يُسمَح للعامة بمشاهدته والاستماع إليه وقراءته والمصفاة التي تنقّي ما في طعام العامة وشرابها، المادي والروحي، من تلوث وشوائب.


ملصق لفيلم "صالون هدى"


وذكّرنا بأننا، كـ "مجتمع" (بل كـ "شعب" يرتضي أن "تقوده" في معركة التحرر عصابة من الفاسدين والعملاء!)، نعيش الرذيلة، نتعايش معها، نتعايش مع من يمارسها (ونقدم له كل عرابين الاحترام والولاء!)، في جميع المجالات والمستويات ـ في العمل السياسي، في العمل "الوطني"، في "الإعلام"، في الحياة الاجتماعية وعلاقاتها، في التعليم، في العمل، في الأدب وفي الثقافة. في كل شيء.


"مجتمع" (وهذه، أيضاً، أصبحت في حاجة إلى إثبات!) يمارس التعرّي، يمارس التمثيل ويعيشه بكامل "فنّيته" و"هيبته" ـ أنظروا حولكم كي تتأكدوا ـ ثم ينتفض ضد مشهد عُريٍ تمثيليّ في فيلم سينمائي. رياء على رياء ونفاق على نفاق لا يحتاجان إلى جهد كبير لكشفهما ولا يستحقان، بالتالي، كثيراً من الجدية في "مناقشتهما"، لكن دون التقليل بالطبع من واجب التصدي لهما وأهميته.

● الكاتب هو صحافي وحقوقي فلسطيني

bar_chart_4_bars مقالات متعلقة

سموتريتش: الصفقة استسلام لحماس؛ بن غفير:...

2024/04/30 17:05

عملية طعن في القدس؛ المنفذ سائح تركي (صور)

2024/04/30 13:06

فيديو | المسجد الذي دمرته اسرائيل اليوم في...

2024/04/29 22:15

لبيد: صفقة تبادل حتى لو أدت الى وقف دائم...

2024/04/29 20:27

تفاصيل جديدة عن تقدم المفاوضات: مدة الهدنة،...

2024/04/29 18:14