الحاجة رسمية عبدالحميد أبو صلاح، ولدت قبل النكبة بعامين، وعام 1948، حملت بين ذراعيّ شقيقتها ريمي، التي تكبرها بـ12 عاماً، ومع الأهل هجروا الى لبنان، وشاءت الظروف ان تتزوج ريمي وأن تعود مع زوجها الفلسطيني الى وطنها، كان الجميع يعتقد أنها بضعة اسابيع أو اشهر ويعودون، إلاّ أن العود بقيت حلم الفلسطينيين جميعاً. بعد 46 عاماً من عمرها عادت الحاجة رسمية الى وطن الآباء والأجداد في فلسطين، لم تصدق نفسها أنها تعبر الحدود بجواز سفرها الألماني وتلتقي شقيقتها ريمي التي لطالما تمنت أن تراها. لم يكن غريباً ان تشتاق الشقيقتان لزيارة قرية صفورية المهجرة، فكلتهما حرمتا من تراب ديار الأهل والأحباء، زيارة فلسطين كانت بالنسبة للحاجة رسمية حلماً صعب المنال لكن الاصعب كان الفراق بعد اللقاء.