لطالما سارت المؤسسات الاسرائيلية في مناهج طمس الهوية الفلسطينية بشتى وسائلها الممكنة مبررة ذلك لنفسها بحجج واهية لا يستوعبها العقل ولا يقبلها المنطق، فمرة تقصي الفلسطينيين وتسلخهم عن هويتهم الوطنية والثقافية ومرة تطمس معالم المدينة الفلسطينية هادفة الى تغريب الفلسطيني عن وطنه، وهذا ما يحدث في مدينة حيفا. مخططات مدينة حيفا القديمة الجديدة والمتجددة، التي تسعى كما تزعم الى تطوير المدينة تحاول تشويه حيفا الفلسطينية وخلق حيفا أخرى تحت ذريعة قانون تمكنها من التصرف بأملاك الغائبين، وهذه المرة، مخطط ضخم عبارة عن بناء مركز تجاري وفندق وقاعات عرض وملاهي ليلية، واين تقع؟! يقع مكان موقف السيارات الحالي بين مسجد الجرينة وكنيسة دير الكرمليت. مسجد الجرينة الذي أقيم في القرن الثامن عشر والذي يشهد على أحداث تاريخية هامة في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني يتهدده الخطر في ظل التخطيط، ما دعا لاتخاذ اجراءات قانونية على وجه السرعة، رغم التعقيدات الموجودة المتعلقة بكون المسجد اعتبر لعشرات السنوات ملكًا غائبًا.