رغمَ أن "التبغ" ليس من منتجات بلادنا ولا منَ الشرقِ إطلاقاً، فقد أتى به كولومبس في حينِه، لكن امتازت بعض المناطق الجبلية الفلسطينية بشتول التبغ لأنّها تمتاز بسقوط كميات كبيرة من الندى ما يساعد على نموِّ شتلِ التبغِ برائحتِه وجوْدتِه العالية. انقطعتِ السيولةُ عنِ الفلاح الفلسطيني بعد أن استوردت إسرائيل التبغَ منْ تركيا واليونان وهذا بعد عام ثمانية وأربعين، حيثُ ضيقتِ الخناقَ على الفلسطينيينَ اقتصاديا، لكنْ يعودُ هذا التضييق للسياسةِ بعيدةِ المدى وهي مصادرة الاراضي، وإلغاء العلاقة المادية والروحية بينَ الفلاحِ الفلسطينيّ والأرض. امتلاك الأرض وزراعتُها والعيش من محاصيلِها، هو حلمٌ يتمسك به الفلسطينيون، لكن حكومات الاحتلال كانت ولا تزالُ تحاول أن تفضَّ هذا الحلمِ مهما كلفَها الأمَر.