على تلةٍ صغيرةٍ، تقع قرية البروة المهجّرة. من مفرق مستوطنة احيهود تدخل إليها، فترى أكوامًا مِن الحجارة، وبضع أشجارٍ وحشائش على امتداد النظر. من يدخل إلى هذه المنطقة لا يعرف أنه يقف فوق قبورٍ لفلسطينيين سكنوا في القرية، وكانت البلدة عامرة بأهلها، لكنّ الاحتلال الإسرائيلي لم يكتفِ بانتزاع الأرض من أهلها، بل يعيثُ فسادًا وخرابًا فوق قبور موتاها. في قرية البروة، لا زالَ أهلها يزورونها ويحكون تفاصيل حياتهم فيها، ولا زال الحاج أبو فهيم، أحد اللاجئين الفلسطينيين من سكان القرية، ويقيم منذ النكبة في قرية جديدة المكر، يستأنس بحجارة القرية، وبذكرى الأحياء والموتى فيها. الحاج أبو فهيم، وأقاربه وأصدقائه، كانوا في البروة فرحين بزيارتهم إلى البلدة، لكنّ غصة في القلبِ ترافقهم طوال الوقت، حين يروْن أنّ وطنهم أصبح كومة حجارة ومزرعةً للإسرائيلي.