في حي الدرج وسط مدينة غزة، يقع "المسجد العمري الكبير" أحد أبرز المعالم الإسلامية والأثرية في فلسطين، والذي يعد شاهدا على تاريخ فلسطين عبر العصور بدءًا بالحضارة الرومانية وانتهاءً بالحضارة الإسلامية. وتبلغ مساحة هذا الصرح الأثري 4100 متر مربع، ومساحة فنائه 1190 مترا مربعا، وتلامس جدرانه السميكة التي يفوح منها عبق التاريخ بيوت ومحلات مدينة غزة القديمة، وسمى بـ"العمري" نسبة إلى عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين وصاحب الفتوحات، وبـ"الكبير" لأنه أكبر جامع في غزة. ولموقع المسجد العمري خصوصية مهمة باعتباره مكوناً مهماً من مكونات وتخطيط المدينة الإسلامية، إذ يقع في قلب البلدة القديمة لمدينة غزة التي كانت تشتمل سابقاً خلال الفترة الإسلامية على المسجد الرئيسي وسوق القيسارية، والمارستان "المستشفى"، وحمام السمرة، وقصر الباشا، علماً أنها تقع في محيط واحد. ومرت عملية بناء المسجد العمري الكبير الموجود حتى يومنا هذا على عدة مراحل، حيث بني في العصر الصليبي "المبنى البازيليكي" الذي يتكون من ثلاثة ايوانات أوسعها الذي يقع في الوسط، فيما يغطي هذه الإيوانات الثلاث سقف "جمالوني الطراز". ويتسع "المسجد العمري" حاليًا لأكثر من ثلاثة آلاف مصل، ويضم في طابقه الأول قاعة رئيسية للصلاة ومصلى للنساء، في حين يضم في طابقه العلوي مدرسة لتعليم القرآن الكريم، أما الطابق السفلى فيحتوى على قاعة استقبالات وقاعة أثرية يتعدى عمرها ألفى عام مجهزة لتكون متحفا إسلاميًا.