تتجلّى روعة العمارة المملوكية وزخارفها المميّزة على جدران مسجد "ابن عثمان" الأثري، وسط حيّ الشجاعية، شرق مدينة غزة، الذي يوصف بأنّه أحد أقدم الشهود على التاريخ الفلسطيني، ويُعدّ من أكبر المساجد الأثرية في مدينة غزّة. بُني مسجد "ابن عثمان" في نهاية القرن الثامن الهجري، على مراحل متعدّدة من العصر المملوكي، بإشراف عدّة سلاطين كُتبت أسماؤهم على جدران المسجد. أمّا أبرز بُناة المسجد، وهو شهاب الدين أحمد بن عثمان، فلم يكتب اسمه على أيّ من الجدران بل سُمّي المسجد باسمه، لأنّه واظب على إصلاحه، كما كان إنساناً صالحاً، ويُحكى أنّ الناس كانوا يؤمنون بكراماته، وهو كان نابلسي الأصل، ويعتبر أحد أبرز علماء الدين في قطاع غزّة.