ما زالت قلعة برقوق الأثرية شامخة تقاوم من أجل البقاء كشاهد على التطور الحضاري والثقافي لمدينة خان يونس عبر العصور، لتفتح نافذة لمعرفة الكثير عن ماضي هذه البلاد العريقة. بنيت قلعة 'برقوق' في مدينة خان يونس بوسط قطاع غزة، عام 1387، بتكليف من السلطان برقوق، أحد سلاطين الحقبة المملوكية ومؤسس دولة المماليك البرجية، وأسند المهمة إلى الأمير يونس بن عبدالله النورزي الداودار، وسميت مدينة خان يونس على اسمه، وتعد القلعة من أهم الأماكن التاريخية والأثرية الموجودة في فلسطين، ويطلق عليها البعض القلعة البرجية نظراً لارتفاع أبراجها، حيث تعني كلمة خان “القلعة أو السوق”، ثم تغير اسمها في العصر العثماني وأطلق عليها الجنود قلعة برقوق نسبة إلى السلطان برقوق. وقد بنيت قلعة برقوق لتكون بمثابة مركزا يتوسط الطريق بين دمشق والقاهرة، يتخذه التجار والمسافرين مكانا للراحة واللقاء والتزود بما يلزمهم من حاجيات في تلك الرحلة الطويلة بين أكبر مدينتين في دولة المماليك البرجية حينها، بالإضافة للاحتماء من اللصوص وقطّاع الطرق من الأغراب الذين كانوا يعترضون طريق المسافرين في هذه الحقبة.