هذه المرة، يزور طاقم تلفزيون احنا دار اسعاف النشاشيبي للثقافة، من على بقعة مرتفعة في حي الشيخ جراح شمالي القدس يربض قصر عريق ابتناه محمد إسعاف بن عثمان النشاشيبي عام 1340/1922، فغدا محجا لكثير من الأدباء والمفكرين العرب. وكانت عدة عائلات مقدسية قد اتخذت من قصورها في ذلك الحي منتديات أدبية إبّان الاحتلال البريطاني الذي عُني بدعم الطرب والأدب في أوساط العرب وبدعم الجامعات والصناعات في أوساط اليهود. وما زالت جدران القصر يناجي بعضها بعضا، وما زالت تهمس في آذان الزائرين فتحدثهم عما اتكأ عليها من كتب ومخطوطات ضمت بين دفاتها فيضا من ذخائر العرب، وما زالت أسقفه ترنو إلى أرباب أفكار وأقلام تسامروا تحتها في عهود غبرت وفي ظلال دول سادت ثم أدبرت.