قناة القدس | هنادي الحلواني، معلّمة في المسجد الأقصى، اعتقلها عناصر الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء الماضي بينما كانت تحضر جلسة محاكمة زميلتها المرابطة المقدسية سحر النتشة في محكمة الصلح بالقدس المحتلة، واعتدوا عليها بوحشية دون مبرر، سوى كونها مرابطة في المسجد الأقصى. “أحتاج القليل من الماء… لم أشرب منذ فترة طويلة” طلبت هنادي من سجّانها الذي لم يكترث لندائها حتى رفعت صوتها تطلب كأسًا من الماء. “تكلمي بالعبرية” رد عليها السجان بفظاظة، أسعفتها ذاكرتها وظمأها الشديد ببضع كلمات عبرية، فأحضر لها الماء وطلب منها إخراج كأس من باب الزنزانة ليسكب فيه. “الزنزانة خالية من كل شيء حتى الأكواب” ردت عليه والظمأ يشتد عليها، فما كان منه إلا الرحيل عنها قائلا: “عندما تحضرين كأسا سأسقيك”. لم تكن تعلم هنادي في السجن الوقت ولا عدد الأيام التي مرت على اعتقالها، كما لم يوفر لها الاحتلال المياه داخل زنزانتها للوضوء. “أراد الاحتلال إذلالي بكل ما أوتي به من قوة” تقول هنادي خلال وصفها الزنزانة التي قضت فيها أيام اعتقالها الخمس، “كانت الزنزانة رمادية اللون تفوح منها رائحة نتنة وتنتشر فيها النفايات، يعلوها مستطيل اسمنتي فرشت عليه فرشة رقيقة ونتنة للغاية، كلما أردت الاقتراب منها لأرتاح من عناء الطريق من القدس إلى سجن الرملة الذي امتد ساعتين ونصف، أبعدتني رائحتها أمتارا عنها”.