الياس كرّام- الجزيرة| يكبر أطفال فلسطين على واقع القمع والاحتلال. التاسعةُ صباحًا في القدس، يوم عملٍ اعتياديّ بدأته مع زملائي في باب العامود في البلدةِ القديمة لاعداد تقريرٍ ميدانيّ. لم نكن ندرك أننا سنكون بعد لحظات في مرمى نيران هؤلاء الجنود من خلفنا. في لحظاتٍ أطلق جنود الاحتلال النيران على الشاب محمد خلف، بعد طعنهِ جنديين واصابتهما بجروحٍ طفيفة، لم يكتفِ الجنودُ برصاصةٍ أو رصاصتين بل استمروا في اطلاق النار عليه بعد أن سقط أرضًا ولم يعد يشكل أيّ خطرٍ عليهم حتى استشهد. عمليّة اعدم ميدانيّة مؤلمة ومفزعة كنا شهودًا عليها وكادت أن تودي بحياتي وحياة زملائي في هذا المكان، عمليّة إنّما تظهر وحشية جنود الاحتلال ويدهم السريعة على الزناد. أغلق الاحتلال المنطقة بالكامل ونشر مئات من جنوده حيث شرعوا في تفتيش مهين لكل شابٍ فلسطينيّ لمجرّدِ الشكّ او الاشتباه، مشهد أصبح اعياديّ ويوميّ.