خرج أهالي غزة من حرب ضروس لا يكاد يسلَم من مآسيها ومصائِبِها بيت لكن رغم آلامِهِم وما حلّ بهِم صنعوا فرحتَهُم في عيد الأضحى المبارك بمظاهر عديدة كالتهليل والتكبير آملين حلول عام أفضل. عائلات الشهداء في غزة لم يعتادوا على غياب أبنائِهِم الذين طالتهُم آلة الحرب الاسرائيلية فأبوا الاّ أن يزورهُم في مقابرِهِم لعل هذه الزيارة تشفي قلوبًا قد اكتوت على فلذات اكبادِها الذين رحلوا قبل أن يلهوا ويأكلوا من كعك العيد. عزَفَ البعض عن شراء الاضاحي بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها شريحة كبيرة من الغزيين بعد العدوان على غزة إلا أنَّ فئة اخرى أحيتْ تلك الشعائر بذبح الاضاحي وتوزيعِها على الأقارب والجيران. فرِحَ الاطفال في غزة لأجلِ العيدِ ولكنهم ليسوا غائبين أو مغيبين عن المشهد العام الذي يعيشونَه فهُم مع فرحتِهِم يتمنون مستقبلا افضل حتى يشعروا فيه كما حدثَهُم اهلهُم عن اعياد سابقة على ايّ حال فالفرح موجود ولو كان نوعًا من التحدي لإرادة الاحتلال الذي يحاول سلب حتى ابتسامة الفلسطينيين.