في فجر الثامن من ابريل عام ثمانية واربعين من القرن الماضي، ارتكبت المنظمات الصهيونية عملا وحشيا نفذته منظمات "أرجون" و "شتيرن" على قرية دير ياسين الواقعة غرب مدينة القدس، وأسفرت عن استشهاد 254 فلسطينيا. كانت مباغتة غادرة اذ جائت بعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها أهالي قرية دير ياسين. خلال ساعات اعدمت القرية بالكامل، واختفت ملامح الحياة منها ولم يبقى فيها اثر الا للموت، أبشع تجسيد لسياسة التطهير العرقي بحق الفلسطينيين خلال أحداث النكبة ارتكبت في دير ياسين، تنكيل في جثث الضحايا وبتر اعضائهم، والتمثيل بهم، سلب ونهب واغتصاب للارض ومن عليها. عام 1980 أقامت الحكومة الاسرائيلية ابنية فوق اراضي القرية وأطلقت عليها اسماء العصابات الاسرائيلية، 2875 دونما أصبحت اثرا لدير ياسين، بعد أن صودرت لمصلحة الاحياء الاستيطانية، ليصبح اسمها اليوم جفعات شاؤول. شكلت المجزرة محطة فاصلة في تشريد الشعب الفلسطيني خارج دياره وأرضه، وصولًا إلى تاريخ 15 أيار من العام ذاته، حيث توجت المجازر بإعلان النكبة الفلسطينية.