حدَثَ أمر مُدهش أمس .. كما تعرفون، الدولة تُراقب هواتف مرضى الكورونا الذين يجب أن يكونوا في الحجر الصحي، وتُلاحقهم وتُخالفهم إذا خالفوا التعليمات .. أنذِرَ للشرطة أن مريضًا خرج من بيته، وهو يتواجد الآن في شارع رقم ١، الواصل بين القدس وتل أبيب .. الشُرطة نصبَت الحواجز، وفتّشت، فوجدته .. والمُصيبة أين .. وجدته في حافلة عمومية، يجلس بين الناس، لا يهمه شيء، بل وينتظِر إزالة الحاجز من الشارع لكي لا يتأخر عن وجهته، ويتسائل عن سبب هذا الحاجز أصلا. الشاب هو متديّن يهودي "حريدي"، فأنقضوا عليه بالملابس الوقاية الخاصة بالكورونا وأخذوه .. وليسَ فقَط، بل وأيضًا أخذت الشُرطة أسماء وأرقام هويات كُل المساكين الذين كانوا معه في الحافلة، وأجبروهم أن يغيروا وجهتهم، من الحافلة، إلى الحجر الصحي، جميعًا، بلا استثناء، ومن بينهم سائق الحافلة .. هذا المعتوه، ليسَ فقط أوقَفَ الحافلة، بل وغيَرَ مسار كُل فيها، وأدخلهم للحجر !