على صوت أزيز آلاته البسيطة، وطرقات مطرقته المتواضعة، يقوم "عبد الله النجار" (ابو السعيد) بإعادة صيانة هذا المركب، ليمخر عباب البحر ويستعيد نشاطه، حرفة يمتهنها ابو السعيد منذ خمسة وأربعين عام، واليوم أصبح هو سر بقائها الوحيد. شهدت صناعة المراكب في غزة ازدهارا كبيرا في الماضي، على عكس ما آل اليه حالها اليوم حيث تواجه شبح الاندثار بسبب شح المعدات والمواد الاساسية التي تدخل في هذه الصناعة الى جانب ارتفاع تكلفتها، وفرض القيود من قبل الاحتلال على الصيادين، ما ادى الى انعدام وجود المهنيين العاملين في هذه الحرفة التي تجابه الاندثار. تمكن ابو السعيد من صناعة وترميم عشرات المراكب بخبرته الواسعة في هذا المجال، ويتكفل اليوم بالحفاظ على هذه الحرفة وجهوزيته لتعليمها.