اعتاد الغزّيون في سنوات حصارهم على الإفطار والسّحور أحيانًا في ظلامٍ دامسٍ يغلّف موائدهم، وهذا العام، لا تبصر غزّة الكهرباء معظم ساعات اليوم بعد تصعيد الاحتلال لساعات قطع الكهرباء عن القطاع. وحشة العتمة والرطوبة العالية التي تغلف البيوت، دفعتا الفلسطيني نحو متنفسٍ هو الوحيد في قطاع غزة، هو شاطئ البحر. على شاطئ البحر في مدينة غزّة، تجلس العائلات لتناول طعام الإفطار، في لمّةٍ عائليّةٍ غدت روتينًا لديهم وعائلاتهم ، في محاولة تغيير الأجواء، في ظلّ انقطاع التّيّار الكهربائيّ جلّ الوقت والأزمات الّتي تعصف بالقطاع. ظاهرة إفطار الفلسطينيّين على شاطئ البحر في غزّة دفعت العديد من أصحاب بسطات بيع المشروبات السّاخنة أو الذّرة، وهي منتشرةٌ على الشّاطئ عادةً، إلى نشر بعض الطّاولات والكراسي وتأجيرها للغزّيّين المقبِلين للإفطار، بمقابلٍ بسيط لا يتجاوز عشرة شواقل يساهم في توفير قوت يومهم.