كتب سليم سلامة | "صحافة" و"سياسة"، لا هذه ولا تلك!!
عمّا تعرّض له الزميل نضال وتد Nidal Wattad
في مؤتمر "القائمة المشتركة" أمس ـ المسألة أقدم، أوسع، أعمق وأخطر وكان لا بد لها أن تتمظهر في مثل هذه الممارسات:
إنها أحد أوجه هذه المأساة المتعددة الرؤوس: أن "السياسيين" العرب هنا لا يعترفون بشيء إسمه "إعلام" عربي، إلا إذا كان بوقاً منافقاً لهم، مجتراً لـ"بياناتهم" ومتبنياً لدعايتهم بالكامل. هذا وجه أول. الوجه الآخر أن "الإعلام" العربي والصحافيين العاملين فيه، بغالبيتهم الساحقة، هم الذين يهيئون لهؤلاء "السياسيين" هذا التوجه وهذا التعامل معهم، بتصرفاتهم غير المهنية وغير الأخلاقية وبحمل لقب "صحافيين" بالاسم والعلاقات (الاجتماعية) فقط!!
الوجه الثالث من هذه المأساة هو: أن "الإعلام" الإسرائيلي (العبري/ اليهودي وكذلك العربي!)، ورغم تصرفه كأحد أذرع السلطات الحكومية الإسرائيلية، السياسية والأمنية، في كل ما يتعلق بالعرب وقضاياهام و"قياداتهم"، إلا أن "السياسيين" العرب يستمرئون الحجيج، بل الزحف، إليه والجلوس أمام صحافييه مثل الأولاد الشاطرين عموماً (باستثناء حالات نادرة) ولا يضيرهم ولا يزعجهم أنهم يكونون هناك في قفص الاتهام أمام "محققين" شاباكيين، لا صحافيين مهنيين وأخلاقيين... بل يتصرفون بكل "أدب" واحترام ليثبتوا "ثقافتهم" و"تحضرهم" وهم ينادون الصحافي/ة باسمه/ ا، تودداً وتوسلاً واستعطافاً!
كم مرة صرت كاتب عن هذا الموضوع؟؟؟ بنعدّووووش... بس لا حدا من المعنيين بقرا ولا حدا بسمع، وإن حدا قرا أو سمع، بيطنّش... بيشتم وبيكمّل!!! صرنا عارفينها، ومع ذلك!!!