سنتان، مثل 72 سبقتها!

غدير كمال مريح، التي دخلت إلى الكنيست تحت عباءة "أزرق أبيض" وجنرالاته الثلاثة، حاولت اليوم تعديل (تعديل، وليس إلغاء!) "قانون القومية" بـ: 1. إضافة كلمة "مساواة" للقانون؛ 2. منح اللغة العربية مكانة لغة رسمية ثانية في إسرائيل؛ 3. الإقرار بأن "تطوير الاستيطان اليهودي وفقًا لقانون الأساس يكون لصالح كل سكان الدولة"!

هذا الاقتراح (رغم كل تواضعه!!) سقط في التصويت الذي جرى في الكنيست قبل دقائق. لم يؤيده سوى 21 عضوًا، بينما عارضه 53، بينهم 7 على الأقل من "أزرق أبيض"، بينما تغيب عن الجلسة/ التصويت جميع قادة "أزرق أبيض"، رغم تعهد الحزب في الانتخابات الأخيرة بـ "تعديل القانون"!

3 أسئلة:

1. إذا كان عدد أعضاء الكنيست من "يش عتيد ـ تيلم" (كتلة غدير مريح الحالية) هو 17 وعدد أعضاء "المشتركة" هو 15 وعدد أعضاء "ميرتس" هو 2 (بدون أي كتلة أخرى وبدون أي عضو من أي كتلة أخرى!)، فمجموع المؤيدين المفترَضين لهذا "التعديل" هو 34 على الأقل! ... كيف إذن لم يؤيده سوى 21 فقط؟؟؟ أين الـ 13 الآخرون؟؟

2. متى سيفهم العرب عموماً، وأعضاء الكنيست منهم خصوصاً، حقيقة أن "التعديلات"، في القوانين كما في الأمور الأخرى أيضاً، لا تُحدث أي تغيير جوهري ولا تقود نحوه حتى، وإنما هي تكرس ما هو قائم وموجود فقط وأقصى ما يمكن أن تحققه هو: تجميل الواقع وتحسين شروط العلاقة الاستعمارية؟؟
نطالبهم بفهم هذه الحقيقة أولاً، قبل أن نطالبهم بالتصرف على أساسها!!

3. بالمناسبة، قبل أيام مرت سنتان بالتمام على سن "قانون القومية". أين كل التعهدات والتهديدات بأن لا تكون تلك المظاهرات إياها حدثاً يتيماً تنفيسياً عابراً وبمواصلة "معركة لا هوداة فيها حتى إلغاء القانون"، لغسل الضمير ربما عن غياب تام ومطلق طيلة 7 سنوات كان القانون مطروحاً خلالها على جدول الأعمال، دون فعل أي شيء لإجهاضه ومنع تشريعه؟؟